صدر العدد الجديد (رقم 19: خريف 2023 - شتاء 2024) من ”مرايا التراث“، المجلة الأَكاديمية الـمُحَكَّمة نصف السنوية التي يُصدرُها ”مركز التراث اللبناني“ في الجامعة اللبنانية الأَميركية LAU، وهو من 180 صفحة أَنيقة الإِخراج والأَلوان، ويتضمَّن أَبحاثًا منوَّعة من نتاج التراث الغني في لبنان.

افتتاحية العدد لرئيس لتحرير مدير ”المركز“ الشاعر هنري زغيب، وفيها “منذ العدد الثاني عشر (ربيع/صيف 2020)، توقفت هذه الـ”مرايا“ عن الصُدور ورَقيًّا لتصدر رقميًّا فقط، وتبلغ قرَّاءَها بطريقة أَسهل وأَوسع بسرعة ضوئية وسهولة تكنولوجية في لبنان والعالم في وقت واحد. وإِننا لَـمَسْنا الفرق البيِّن في المرحلة الجديدة، إِذ أَمكننا إِيصالُ العدد الصادر إِلى مواقع بعيدة ومكتبات عامة ومؤَسسات جامعية وثقافية لم يكن ممكنًا بلوغُنا إِياها ورقيًّا قبلذاك (…) أَفهم رغبة الكثيرين - وهم أَخذُوا مع الوقت يتضاءَلون - ممن لا يزالون معتادين على إِمساك العدد الورقي بأَكفِّهم وتقليب صفحاته بين أَيديهم، سوى أَن العصر يقدِّم لنا تسهيلاتٍ متنوعة تتيح لنا قراءة العدد أَينما نكون على شاشة الهاتف أَو اللوح الذكي أَو الكومبيوتر المحمول أَو الثابت… هكذا تكون الــ”مرايا” واكبَت العصر: لم تحرُم قرَّاءَها إِمكان طباعة العدد لديهم، ولم تتأَخَّر إِلكترونيًّا عن بلوغ القراء على شاشاتهم التي يرغبون. هي ذي رسالة هذه المجلة، وهي ذي رسالة “مركز التراث” في الجامعة اللبنانية الأَميركية التي تحتضن “المركز“.

في باب ”تراثنا التاريخي“ دراسة مسْهَبة للدكتور عماد مراد عن ”بيروت في القرن السابع عشر وفْق مذكرات الرحالة الفرنسي لوران دارفيو“ الذي نشر كتاباته عنها في فصل كامل من كتابه ”مذكرات“ ووصف كنائسها وتاريخها وحكَّامها وشوارعها.

في باب ”تراثنا التعليمي” بحث موثَّق للدكتور أَندريه نصار عن إِرث ثمين في مدينة الشمس: ”مدارس بعلبك في العصر المملوكي“ أَيام كانت بعلبك في القرون الوُسطى مركزًا تجاريًّا وثقافيًّا مهمًّا على مستوى المنطقة.

في باب ”تراثنا الصناعي“ نشرَت الدكتورة سلمى عطاالله دراسةً مسهَبَة عن صناعة الفخّار التي تذوي على طريق الانقراض، وكانت هذه الصناعة ترقى في بلادنا إِلى آلاف السنين منذ الفينيقيين والكنعانيين وارتبطَت بحاجات الإِنسان اليومية.

في باب ”تراثنا النقدي“ بحثٌ مسْهَبٌ توثيقي للدكتور بيار مكرزل: ”دُوما قبل 125 سنة: عن الأَسعار فيها والأُجور والمعاملات النقدية“، وفيه تفاصيل بالأَرقام والإِحصاءات واللوحات البيانية في دوما بين 1900 و1930.

وفي العدد دراسة فرنسية للدكتور هيام ملَّاط عن رائعة الرحالة والباحث الفرنسي إِرنست رينان ”مهمة في فينيقيا“ عرض فيها أَعمال رينان في لبنان إِبان عامَي 1860و1861 وما نتج عنها من مكتشفات أَثرية بالغة الأَهمية في تاريخنا. وفي ختام البحث ملحق خاص برسائل رينان تصدر منشورة للمرة الأُولى في ”مرايا لتراث“.