ورشة عمل قطاع المياه في لبنان بين LAU و PAX
عقدت في الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) وبدعوة من ”مؤسسة PAX”“ ورشة نقاش تناولت التحديات التي تواجه قطاع المياه في لبنان، وسبل تأمين هذا المورد الحيوي بشكل مستدام إضافة الى استعراض مجموعة من المشاريع الحيوية التي تقوم بها السلطات المحلية مثل البلديات لتأمين مياه الشفة والاستعمال المنزلي في بعض المناطق اللبنانية. وتندرج هذه الورشة في إطار السعي إلى الجمع بين المشاريع الرائدة في مختلف المجالات الانمائية والتنموية مع الممولين المحتملين من المغتربين اللبنانين، ومتابعة التنفيذ للتأكد من صرف الاموال في المكان المناسب، ودعم المجتمعات المحلية، وتوفير فرص الصمود في المناطق، وتوفير الأمن والأمان الاجتماعيين، والاستقرار الحياتي والمعيشي.
ضمت الورشة حشداً من المهتمين بالقطاع من الخبراء والقانونيين وممثلي مؤسسات المياه الرسمية في المناطق وأكاديميين وممثلي المجتمع المدني والبلديات وغيرهم. وترأس الجلسة الافتتاحية للمؤتمر رئيس الجامعة الدكتور شوقي عبدالله، الذي ألقى كلمة الافتتاح، كما القيت مداخلات من قبل ممثلة مؤسسة PAX رغدة جابر، المدير العام السابق للاستثمار في وزارة الطاقة والمياه المهندس بسام جابر، استاذ قانون البيئة والمياه في الجامعة اليسوعية المحامي هيام ملاط، رائد الاعمال حبيب عودة، والمهندس الخبير في قطاع المياه والاستاذ في LAU محمود وزني، وعضو مجلس إدارة مؤسسة مياه لبنان الجنوبي الاستاذ في LAU الدكتور جان شاتيلا. كما قام كل من رؤساء بلديات بشمزين الدكتور فوزي كلش، وصربا الجنوب جيمي حايك، بالإضافة إلى الاستاذ خليل ريحان أمين سر لجنة ادارة مياه الشفة في كفرصير، بعرض نماذج عن بعض الحلول المقترحة على الصعيد المحلي لتأمين المياه.
وقد بحث الخبراء هذه المقترحات وسبل تمويلها بتسهيل من مؤسسة PAX وتنفيذها من قبل المعهد اللبناني لدراسات السوق (LIMS) ممثلاً بالسيدة كريستال مارديني. كما تم تقديم إقتراحات بناءة من قبل الخبيرة في مجال التنمية كرستين الصايغ، والدكتور المهندس جو تكلي مساعد الوكيل الاكاديمي في الجامعة اللبنانية الاميركية. في حين أدار الجلسة الصحافي المتخصص في الشأن الاقتصادي خالد ابو شقرا.
وشدد رئيس الجامعة الدكتور عبد الله في كلمته الافتتاحية على أن الحلول المجتزأة وإدارة الملفات الحياتية بما تيسر لم تعد تجدي نفعاً. والمطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى ”الاستفادة من الطاقات والقدرات المادية والتقنية والمعرفية الكبيرة التي يتمتع بها اللبنانيون في الداخل والخارج، وتوظيفها بشفافية ومسؤولية لما يخدم البلد“. ورأى ان من المهم التأكد من أن الاموال المعطاة توظف في مكانها الصحيح، بعيداً عن المصالح الشخصية والمحسوبيات والفساد. وتوقف عبد لله عند اهمية إيجاد حلول لمشكلة المياه سواء تلك المتعلقة بالهدر، أو التلوث ، وهي عديدة وكثيرة، إنما ينقصها جمع الجهات التي تمتلك الحلول مع الجهات الممولة، سواء كانت شخصيات أو جمعيات أو حكومات، واستعمالها كنموذج، وذلك على غرار ما تفعله جمعية (PAX) . واكد على اهمية الإصلاح الإداري، ووجود حكومة رقمية، والخدمات ألاساسية. .
وركزت مداخلة الدكتور هيام ملاط، على إعتبار قضية المياه سياسية بامتياز وليست تقنية، واستعرض تاريخ قطاع المياه في لبنان وصولاً الى القانون 221 في العام 2000، الذي الغى مصالح المياه وجمعها في أربع مؤسسات على صعيد لبنان، كما أعطى صلاحيّات كبيرة جدا لوزارة الطاقة والمياه في إدارة هذا القطاع . واعتبر انه رغم اهمّيّة هذه المؤسسات إلا انها وقعت بخطأ دمج السلطة التقريرية بالسلطة التنفيذية، فالمدير العام للمؤسسة هو نفسه رئيس مجلس الادارة. وبهذه الحالة تنتفي أصول المراقبة.
اما المدير العام السابق للاستثمار في وزارة الطاقة المهندس بسام جابر فتحدث عن سوء الإدارة وضعفها وعلاقتها بتردي أوضاع المياه في لبنان، والحلول التي اعتمدت لتأمين المياه مثل السدود، والمزيد من الآبار والمصادر. ورأى جابر ان من المشكلات الكبيرة نسبة الهدر المرتفعة التي تتمثل في تراجع نسبة الجباية. حيث لا تتجاوز هذه النسبة في مؤسسات المياه الاربعة 60 في المئة، وهي تنخفض إلى 40 في المئة في مؤسسة مياه لبنان الجنوبي نتيجة الحرب الاخير.
وتحدث الدكتور محمد وزني عن مشكلات المياه والحلول اللازمة لها. وكذلك الدكتور المهندس جان شاتيلا الذي اعتبر ان الصرف الصحي يهدد جودة المياه.
ونوقشت خلال جلسات الورشة حالات عدة في جميع أنحاء لبنان، منها مشاريع في صربا الجنوب، وبشمزين الكورة، وكفرصير في الجنوب ايضاً. وفي الختام الجلسة خرج الحاضرون بضرورة التركيز على الحلول للمشكلات التي جرى استعراضها، وتلك التي تستطيع جمعية PAX المساعدة فيها.