تكريم الدكتورة سميرة اغاسي في LAU
علامة فارقة في مسار المرأة اللبنانية المعاصرة
كرم ”المعهد العربي للمرأة (AIW)“ وكلية الآداب والعلوم في الجامعة اللبنانية الاميركية LAU وضمن إطار ”اليوم العالمي للمرأة“ الكاتبة والمفكرة الدكتورة سميرة أغاسي الاستاذة والعميدة السابقة لكلية الاداب والعلوم ومديرة ”المعهد“ بين العامين 2013 -2015. وأقيم للمناسبة احتفال في مكتبة رياض نصار في حرم بيروت حضره رئيس الجامعة الدكتور ميشال معوض، ومساعديه. وكان تقديم لمديرة ”المعهد“ ميريم صفير ودقيقة صمت على روح الدكتورة جولندا ابي النصر المؤسسة والرئيسة السابقة لـ ”المعهد العربي للمرأة (AIW)“ قبل 50 عاماً، والتي تزامنت مراسم وداعها الاخير مع تكريم اغاسي، بكل ما تعنيه هذه المصادفة من تأكيد على استمرارية رسالة جامعة LAU التي انطلقت قبل مئة عام حاملة على كاهليها قضية المرأة اللبنانية والعربية.
الحفل الحاشد حضره جمهرة من اصدقاء اغاسي ومحبيها وتلامذتها، وكانت كلمة للدكتور معوض عن اسهامات المكرمة والتزامها من اجل مصلحة الجامعة ونجاحاتها وتقديمها نموذجاً يقتدى به. ووصف المكرمة بالقوة الناعمة التي لامست كل المحيطين بها بالذكاء والفكر وقدمت نموذجاً رفيعاً للاخرين. وشكر معوض ”المعهد“ على تكريم آغاسي في الوقت المناسب وهي التي تجسد مبادئه خير تمثيل وانها تستحق الكثير من التكريم. وشدد على ان لمساتها ستبقى لفترة طويلة على الجامعة. وكانت كلمة لعميد كلية الآداب والعلوم الدكتور حيدر هرمناني وكيف الهمت طلاباً كثر وتركت تأثيراً كبيراً عليهم. وتلته صفير بكلمة ”المعهد“ والتي وصفت فيها اغاسي بالشخصية المميزة التي تحظى بمواهب عدة وطاقة لا محدودة، وبحس كبير من المسؤولية والالتزام. وعرضت لصداقتها معها وكيف تولت ادارة ”المعهد“ وتحرير مجلة ”الرائدة“ الصادرة عنه خلال فترة معينة. وكانت كلمات للدكتور سامي بارودي، كارول خاطر، الدكتور سليمان الحاج، دانا حديب عيدو ونيرمين مفتي الحاج. ليختتم التكريم بكلمة للمكرمة التي شكرت الرئيس ميشال معوض، وهرمناني وصفير على تكريمها والاصدقاء على حضورهم، ووصفت ما تقوم به الجامعة و ”المعهد“ بالعمل الجبار خصوصاً لجهة الاستمرار رغم كل التحديات والمعوقات، وتذكرت العديد من زميلاتها اللواتي تركن بصمة على مسار الجامعة الاكاديمي، وكيف عملن في اوضاع صعبة، وما قمن به من نشاطات تحت الخطر، لتخلص الى شكر الجميع والقول انه يوم ستتذكره دائماً.
تجدر الاشارة الى ان اغاسي كان لها الدور الاساس ابان ادارتها للمعهد في اطلاق برنامج الماجستير في دراسات الجندرالبينية العام 2014 ما شكل خطوة متقدمة في مجال الدراسات النسائية. وهي قالت عن مجلة ”الرائدة“ التي تولت تحريرها انها منبر ومساحة بحثية اخذت على عاتقها ومنذ اطلاقها العام 1976 معالجة قضايا الجندرة بهدف سد الفجوة الحاصلة بين المعرفة والواقع، وتعزيز البحث العلمي ونشر معلومات جديدة عن وضع النساء في العالم العربي.
ولا تقتصر شخصية اغاسي على حضورها الاكاديمي المؤثر على صعد مختلفة، بل ثمة جانب أخر يتمثل في كونها شاعرة واديبة ”منذ طفولتي“، على ما قالت في احدى المقابلات ناسبة الفضل في ذلك الى معلمتها في الادب الانكليزي مس توماس التي علمتها حب روايات شكسبير لا سيما ”ماكبث“. وهي كتبت الشعر من على مقاعد الدراسة، ثم نشرت ديواناً بالانكليزية في تسعينيات القرن الفائت بعنوان ”السهم المنطلق“ بالتزامن مع اطروحة الدكتوراه التي قدمتها في الادب المقارن. واتبعت ذلك وفي سياق غزارة انتاجها الفكري بنشر كتاب حول الهوية الذكورية في الرواية العربية منذ 1967 (منشورات جامعة سيراكيوز 2007)، يتناول تأثير الحروب العربية على نفسية الرجل من خلال الرواية العربية، وطريقة تعامله مع المرأة التي تسيطر عليها النزعة الذكورية.
كما واصدرت اغاسي كتاباً عن بيروت بعنوان: ”كتابة بيروت: ترسيم المدينة في الروايات العربية الحديثة“ استغرقها العمل عليه اربع سنوات وعرض لسيرة المدينة مع الكتاب الروائيين وفهمم الخاص لعاصمة لبنان. وتقول عنه: ”ولدت في بيروت وعشت فيها في الظروف كافة، ولم أتركها طيلة فترة الحرب، لذا أردت أن أفيها بعضاً من حقها علي، وأن أبين مدى عشقي لها، فكان هذا الكتاب تحية لها من العمق“. نشرت اغاسي الكثير من المقالات في شؤون المرأة والقضايا الأدبية وساوت بين الأدب والاجتماع، وكانت لها مواقف على الكثير من المنابر المحلية والعالمية. وفي مختصر الكلام هي علامة فارقة في مسار المرأة اللبنانية المعاصرة.