مؤتمر غرفة العمليات الهجينة في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الاميركية - مستشفى رزق
معوض: كنا وسنبقى مستشفى الشرق
نظمت كلية جيلبير وروز ماري شاغوري للطب في الجامعة اللبنانية الاميركية LAU مؤتمراً علمياً – طبياً مميزاً في مركزها الطبي الجامعي – مستشفى رزق، تحت عنوان ”غرفة العمليات الهجينة: ضمان السلامة في العمليات المعقدة“ بالتعاون مع ”جمعية اطباء امراض القلب“ و ”جمعية اطباء امراض الاوعية الدموية“.
ترأس المؤتمر كل من رئيس قسم امراض القلب ونائب المدير التنفيذي في المركز الطبي الدكتور جورج غانم ورئيس قسم جراحة الشرايين في المركز الطبي الدكتور فادي حايك. وانقسم المؤتمر الى محورين الاول عن عمليات طب القلب التداخلي الهجينة والمحور الثاني عن الشرايين.
وتقدم الحاضرين كل من وزير الصحة العامة الدكتور فراس أبيض، نقيب أطباء لبنان الدكتور يوسف بخاش، رئيس الجامعة الدكتور ميشال معوض، نائب رئيس LAU للشؤون الصحية الدكتور طوني زريق، نائب الرئيس للتطوير والانماء غابي ابيض، عميدة كلية الطب في LAU الدكتورة صولا بحوث، مدير المركز الطبي للجامعة السيد سامي رزق، ممثلين عن الجيش والاجهزة الامنية. وحضر ايضاً حشد من الاطباء الاختصاصيين والعاملين في القطاع الطبي المهتمين في مقدمهم الدكتور جو حاتم كبير اختصاصيي امراض القلب في لبنان والذي كرمه المؤتمر تقديراً لعطاءاته.
عن اهداف المؤتمر واهمية التقنيات الحديثة في هذا المضمار ووجهات النظر المستقبلية في مجال طب القلب والأوعية الدموية، واستهل غانم معتبراً ”ان افضل طريقة لتوقع المستقبل هي صناعة المستقبل“، ورغم شكه في صعوبة الاوضاع في ظل الظروف الجيوبوليتيك الصعبة في لبنان والمنطقة إلا انه اكد الالتزام بالعمل من اجل المستقبل. وعلى نقيض السياسة رأى غانم ان هذا المؤتمر سيوفر للخبراء اللبنانيين في مجال الطب منبراً اكاديمياً للتعاون وتبادل الافكار. وتوقف عند ذكرى الدكتور اسعد رزق الذي وصفه بأنه الرجل الذي لم يتوقف عن البناء، وكيف قام العام 2004 ببناء مبنى البرج في حرم المستشفى والذي ضم على سطحه أول مهبط لطائرات الهليكوبتر في لبنان، ثم قام بتسليم المستشفى الى الجامعة اللبنانية الأميركية التي استكملت الاعمال وانجزتها منذ العام 2009 مع الرئيس السابق جوزف جبرا والرئيس الحالي ميشال معوض، الذي قال انه حمل على كاهله مهمة جعل هذا المبنى مركزًا للتكنولوجيا مع وجود غرفة العمليات الهجينة فيه. واضاف غانم ان غرفة العمليات الهجينة Hybrid OR، عبارة عن منصة تقنية متطورة للغاية حيث تجتمع السلامة مع التعقيد، ومكان لقاء بين الخبراء من خلفيات مختلفة الشغوفين بإعطاء جراحة القلب ابعاداً مختلفة اكثر حداثة.
ثم قدم غانم الدكتور جو حاتم الذي قال انه كرس حياته لرسالته ووفر افضل رعاية صحية في اسوأ ايام لبنان المعاصرة، وقال غانم بأن حاتم أب جراحة القلب الحديثة في لبنان، ومنح الحياة والامل للالاف من المرضى في اكثر ايام لبنان سواداً كذلك اعطى الامل للمئات من الامهات من خلال معالجة أمراض القلب الخلقية الأكثر تعقيدًا عند الأطفال والرضع، واطلق منذ العام 2012 المجال لعمليات القسطرة. وكانت كلمة لحاتم من وحي المناسبة وتحدث عن تجربته الشخصية وعلاقته مع LAU، وشدد على اهمية عمل الفريق والتعاون الذي يؤمن به. وتلى ذلك تقديم هدية تذكارية والتقاط صورة له مع كبار الحاضرين والفريق الطبي والاداري العامل معه.
وقالت عميدة كلية الطب الدكتورة صولا بحوث ان الجامعة بدأت منذ حوالى السنة خوض تجربة رؤيوية من خلال اعتماد غرفة عمليات هجينة وحديثة، وهي تقف اليوم امام مفترق طرق بين تقديم الرعاية الصحية والتعليم، في عصر يتشكل باضطراد من خلال الذكاء الاصطناعي. وتطرقت الى مفهوم ”الهجين“ ومعناه وكيف يتمثل في المركز الطبي بدمج سلامة المرضى مع النماذج التعليمية المتطورة. ورأت ان العمليات الجراحية الهجينة ستصبح روتينية مستقبلاً مثل إرسال رسالة نصية عبر الانترنت، وان هذا ما تسعى اليه كلية الطب في LAU حيث يصبح الابتكار والتفوق امراً عادياً.
بدوره، رحب رئيس الجامعة الدكتور ميشال معوض بالحاضرين واستهل بأن ”خير الناس انفعهم للناس“ وبأن لبنان كان وسيبقى مستشفى الشرق، واصفاً المؤتمر بـ ”الاجتماع الذي يضم بعضًا من أفضل العقول في أمراض القلب وجراحة الأوعية الدموية“. واعتبر انه لشرف كبير لكلية الطب في الجامعة والمركز الطبي استضافة هذا اللقاء الجامع الذي سيدفع قدماً بالاخطار الناجمة عن احد اكثر الامراض فتكاً في ايامنا المعاصرة. وتوجه الى منظمي المؤتمر بالتقدير على ما قاموا به، مشدداً على اهمية العمل المشترك وبرامج التعليم الطبي القوية في حفظ موقع لبنان الطبي الأكثر تقدمًا في المنطقة. وشكر معوض الشعب الاميركي وحكومته على عطاءاتهم التي اتاحت الفرصة لتجهيز المركز الطبي في الجامعة اللبنانية الاميركية – مستشفى رزق.
ورأى معوض ان المؤتمر يعكس الحاجة إلى مواكبة التطورات الطبية الحديثة. وشدد على اهمية التعليم المستمر الذي يشكل شريان حياة الاطباء، واكد ان هذا ما تسعى اليه كلية جيلبير وروز ماري شاغوري للطب وفي المركز الطبي. واعرب عن تطلعه الى اليوم الذي تجتمع فيه المراكز الطبية الجامعية الريادية في لبنان لتقديم كل جديد في عالم التعليم الطبي المستمر.
وكانت كلمة لنقيب الاطباء الذي وصف المؤتمر بالمميز وانه يسلط الضوء على التقنيات الحديثة في العمل الجراحي، واكد ان التقنية ”الهجينة“ تعيد وضع لبنان على خريطة الاستشفاء في المنطقة. وعرض لما تقوم به نقابة الاطباء مع الاطباء والقطاع الاستشفائي ووزارة الصحة والصناديق الضامنة، والتحضيرات لـ ”القمة الفرنكوفونية للصحة“، واشار الى عودة الكثير من الاطباء الذين هاجروا لبنان ابان الازمة.
وكانت كلمة للوزير فراس ابيض معتبراً ان المؤتمر يعني له الكثير بسبب الدور الريادي لقطاع الاستشفاء في لبنان، وتذكر الازمات التي ضربت لبنان والنقص الذي عانته المستشفيات على صعد عدة، مشدداً على اهمية الابتكار والابداع في التعامل مع مشكلات النقص في الرعاية الصحية في مناطق الاطراف، والحاجة الى وضع معايير واضحة للرعاية الصحية. واعتبر ان وجود التقنيات الحديثة مسألة مهمة جداً في لبنان كي لا يتأخر عن مواكبة العالم، وحض على خلق بنية طبية حديثة تكون حجر الزاوية في بناء نظام متكامل، وشدد على ان لبنان لديه القدرة والامكانات للتعامل مع هذه التقنيات، واصفاً الامر بالاستثمار الطويل المدى للشعب اللبناني. وتطرق وزير الصحة الى التعرفات الطبية الجديدة، مركزاً على اهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص، واهمية وضع الطب في مرتبة متقدمة الامر الذي يدعو الى التفاؤل.