الجامعة اللبنانية الأميركية تفتتح مبنى الجزائري
لكلية العمارة والتصميم
معوض: علامة فارقة للجامعة ومحيطها
افتتحت الجامعة اللبنانية الاميركية LAU رسمياً وضمن مساعيها نحو المزيد من التقدم ومواكبة الحداثة، المبنى الجديد لكلية العمارة والتصميم في حرم بيروت الجامعي، والذي يحمل اسم ”مبنى الجزائري“ تيمناً باسم عبد السلام بو عزة الجزائري، والذي تبرعت ابنته السيدة منى بوارشي بجزء من ثمنه الى الجامعة، في ما يمثل تحدياً كبيراً للاوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان وتأكيداً من الجامعة على رسالتها التعليمية المستمرة منذ اكثر من مئة عام.
وحضر الافتتاح الى جانب عائلة بوارشي واصدقائها، نواب ووزراء حاليين وسابقين، رئيس الجامعة الدكتور ميشال معوض والوكيل الاكاديمي د. جورج نصر ونواب الرئيس ومساعديهم، عميد كلية العمارة والتصميم الدكتور ايلي حداد وعمداء كليات الجامعة، وحشد من الوجوه والشخصيات والفاعليات. واستهل الاحتفال بالنشيد الوطني، وتقديم لعريفة الاحتفال مايا شويري التي قدمت رئيس الجامعة الدكتور ميشال معوض الذي رحب بالسيدة بوارشي والحضور، وقال: ”انه يوم مشهود من ايام الجامعة إذ نجتمع اليوم لتدشين وإفتتاح مبنى الجزائري، وهو اضافة الاحدث والاهم لحرم بيروت. صحيح ان الجامعات العظيمة لا يمكن اختصارها بمجموعة مبانٍ، ولكن الصحيح أيضاً انه ما من جامعة يمكنها ان تكون عظيمة دون بنية تحتية لائقة، وبنيتنا التحتية تضيف اليوم مَعلَماً قلّ نظيره وعلامة فارقة للجامعة ومحيطها“. وتوجه بالشكر الى ”العزيزة منى وعائلتها الكريمة على إتاحة هذه الفرصة لنا وعلى تبرعها السخيّ“. ورأى في استمرارية اسم ”الجزائري“ لهذا المبنى كثير من الرمزية والتلاقي. فقيم الجامعة القائمة على المحبة والتسامح وخدمة الغير ونصرة المحتاج تتلاقى بل تتماهى مع القيم الخالدة التي ارساها جد عائلة الجزائري الاكبر عبد القادر الجزائري في نصرة المظلومين واغاثة الملهوف وإغاثة المحتاج. واكد معوض ”ان حقبة جديدة في حياة كلية العمارة والتصميم في الجامعة في بيئتها الجديدة وانطلاقتها نحو مزيد من التألّق والانجازات“. وخص بالشكر كل الذين اسهموا في ترميم المبنى وإعادة تجهيزه خلال السنوات الماضية وعلى رأسهم نائب الرئيس روي مجدلاني وفريقه وسائر المهندسين والمتعهدين الذين عملوا على هذا المبنى.
والقت السيدة منى بوارشي كلمة استهلتها بإستعادة ذكرى والدها الراحل عبد السلام بو عزة الجزائري، وكيف افتتحت ثانوية الجزائري في المبنى بالتعاون مع ”جمعية المقاصد“ التي بادر رئيسها انذاك المهندس أمين الداعوق الى الاعلان عن افتتاحها في الصحف تحت عنوان ”الجامعة قبل الجامعة“. واضافت بوارشي قائلة: “ها إن الأمنية تتحول إلى رؤيا وإذ بها تنتصب حيةً مشعةً جزءاً من الجامعة اللبنانية الأميركية التي نعتز ونفتخر بها لأنها تجسّد إرث مؤسسة الجزائري وتطلعاتها نحو الخدمة الإنسانية“. واضافت: ”من هذا المبنى الجديد والمتجدد يشع نور المعارف والعلم ليضيء السبيل أمام أجيالنا المقبلة بالعلم والتربية والثقافة ترجمةً لإيمان شركة الجزائري بكرامة الإنسان كلّ إنسان“. وشددت على اهمية ”الأخوة الإنسانية“ وأنها منظومة قيم وأخلاق، وحضت على التمسك بها مع الحرص الدائم على تحمل المسؤولية الاجتماعية بكافة أبعادها وأفضلها في العلم والتربية وفي إعداد الأجيال لغدٍ أفضل. واضافت: ”ولأنني الابنة الوحيدة لوالدي، فقد كان لدي طموح لتكريم والدتي أيضاً بأن يكون هناك – وفي هذا المبنى – قاعة ثقافية باسم والدتي شفيقة بلعة رحمها الله، ولم يكتمل المشروع إلى أن قامت هذه الجامعة بتحويل المشروع –الحلم إلى حقيقة”. وخلصت الى ان الجامعة اللبنانية الأميركية قامت بتحويل المشروع –الحلم إلى حقيقة. وتمنت “ان يجعل الله من هذا الصرح منارةً للعلم والخير الدائم، وبذلك تتحقق أحلامنا وأمانينا في المساهمة بصناعة أجيال جديدة من أجل لبنان الذي نحب“.
والقى عميد الكلية الدكتور ايلي حداد كلمة مؤثرة، قال فيها: “لقد تحقق الحلم الذي بدأ في العام 2012 عندما انتهت عملية شراء مبنى الجزائري الذي كان صرحاً تعليمياً، وذلك بناء على رغبة السيدة منى بوارشي بأن لا يتحول هذا المبنى الذي كان مدرسة الى مبنى تجاري، بل ان يبقى على رسالته التعليمية”. وتوجه بالشكر الى الرئيس الفخري (الاسبق) الدكتور جوزف جبرا واصفاً اياه بالرؤيوي الذي طمح الى انتشار أوسع للجامعة خارج اسوارها التاريخية والذي تلقف الفرصة بتوفير مساحات اضافية لرسالتها التعليمية. واستعرض حداد ”رحلة اعادة هيكلة البناء القديم وتصميم اجزاء جديدة وصياغته بطريقة عصرية“، وشرح ان الكلية تطورت عبر السنين واضافت عددا من الاختصاصات اليها كان اخرها برنامج تصميم الأزياء بالتعاون مع المصمم العالمي إيلي صعب. وروى حداد الرحلة الشاقة للمبنى قبل ان يبصر النور بشكله العصري الحالي، من الازمة الاقتصادية الخانقة الى جائحة كوفيد-19. ورغم ذلك ثابر فريق العمل على مهمته تحت إشراف نائب الرئيس روي مجدلاني ومساعده جورج حاموش اللذين حرصوا على إتمامها رغم الظروف الاستثنائية. وتحدث ايضاً عن الدعم المتواصل لرئيس الجامعة الدكتور معوض ونائبه الاول الوكيل الأكاديمي الدكتور جورج نصر الى ان انتهى المشروع ووصل الى خواتيمه في تشرين الثاني 2021. وشكر حداد ايضاً المهندس المعماري منير ساروفيم وفريقه والمتعهد معوض – إده على إتمام المهمة في ظل ظروف صعبة.
وتمنى حداد ختاماً ان يكون المبنى الجديد صورة عن الوطن الذي نبتغيه: ”بناء تم ترميمه بأحدث المواصفات ليلبي الوظائف المتعددة للكلية فأضحى نموذجاً يحتذى به.” وآمل ايضاً ”ان يقتبس الوطن اهداف الجامعة اللبنانية الأميركية كمؤسسة لا تبغي الربح، بل تعيد توظيف مداخيلها لتحديث إنشاءآتها وتطوير امكانياتها لخدمة المجتمع، مؤسسة تكافئ المتميزين وتوظف الكفوئين وتشكل أجمل صورة عن المجتمع التعددي، المتنوع والمتميز ما يعطي الامل للاجيال الجديدة وتهيؤها للريادة في وطنها وحول العالم. هكذا نريد لبنان على هذه الصورة، كي نعيد الامل للاجيال لاقادمة وكي يبقى هذا الوطن، وطن المعرفة والثقافة والنور”.
ثم جرى عرض فيلم وثائقي عن المبنى الجديد، وقام الرئيس معوض والسيدة بوارشي والوكيل الاكاديمي نصر والعميد حداد بإزاحة الستارة عن لوحتين تحملان اسم ”مبنى الجزائري” و ”قاعة شفيقة بلعة“.
ويساهم المبنى الجديد الملاصق لحرم الجامعة في منطقة رأس بيروت في تعزيز مهارات التعلم لدى الاساتذة وطلاب العمارة والتصميم والفنون بما يوفره من بيئة مثالية لتطوير قدراتهم بواسطة المختبرات العملانية لمختلف الاختصاصات، وابرزها مشاغل الفنون الجميلة (الرسم والنحت والطباعة)، تصميم الازياء، الغرافيك والعمارة والتصميم الداخلي وغيرها من التسهيلات التي تنسجم مع خطط الجامعة المستقبلية للتوسع وتعزيز مستويات التعليم الجامعي، تتيح بواسطة تجهيزاتها الحديثة وهندستها الصديقة للبيئة توفير 20 في المئة من الطاقة، و30 في المئة من استهلاك المياه اضافة الى توفير 26 في المئة من الطاقة في المواد المستخدمة في البناء.
ووصف العميد حداد المبنى الجديد للكلية بأنه يشكل حافزاً نوعياً لكل الاساتذة والطلاب والعاملين بما يوفره من تجهيزات حديثة. واضاف قائلاً: ”انه يعطي دفعاً هائلاً لنا كاساتذة وطلاب وتقنيين في مسار التعليم الابداعي، ويولد فينا الأمل بالمستقبل رغم كل الصعوبات التي يمر فيها لبنان“. وشدد على اهمية المبنى الجديد في تعزيز رصيد الكلية التي حصلت منذ فترة على اعتماد من ”المجلس الوطني الأميركي للاعتماد المعماري (NAAB)“، اضافة الى اعتمادها عضوًا معتمدًا في ”الرابطة الوطنية الاميركية لمدارس الفنون والتصميم (NASAD)“.