طلاب الفنون في LAU يقدمون عرضاً مسرحياً على خشبة جامعة نيويورك NYU
تستمر الجامعة اللبنانية الاميركية LAU ورغم الازمات التي تضرب لبنان في القيام بدورها كواحة اكاديمية للعلوم والفنون والثقافة بكل الوانها، وتمثلت احدث هذه الانجازات بالمشاركة الفاعلة في انشطة ”مهرجان الاصوات“ الذي تنظمه كلية الفنونTISCH في جامعة نيويورك ، حيث قدمت طالبات LAU عرضاً مسرحياً تحت عنوان ”امريكا“ من اعداد الدكتورة لينا ابيض استاذة المسرح في LAU وعاونها خمس طالبات سافرن الى الولايات المتحدة الاميركية.
المهرجان المسرحي تنظمه أستاذة الفنون في جامعة نيويورك كاثرين كوراي، وتندرج تحت انشطته أعمال كتّاب مسرحيين أميركيين من أصل عربي وعرب وجميع المشاركين هم طلاب جامعيون. وتالياً عملت بعثة LAU وخلال ستة اسابيع من التحضيرات في نيويورك وبالتعاون مع خمسة طلاب من كلية الفنون في جامعة نيويورك على انجاز كل التحضيرات اللازمة للمسرحية وتصف الطالبات: ناري كوركجيان، آية ليل طربية، جنيفر يمين، دونا عطا الله، سالي جابر العرض على خشبة جامعة نيويورك بأنه اتاح لهم التفاعل مع الطلاب الاميركيين واظهر لهم مدى اهمية ما يقومون به والمستوى المتقدم للجامعة اللبنانية الاميركية في موازاة جامعة نيويورك رغم ان الطلاب الاميركيين لديهم الكثير من الامكانات والقدرات إلا ان البعثة اللبنانية كانت نداً لهم.
تستعيد مسرحية ”امريكا“ قصة من مسلسل قصص موجات الهجرة اللبنانية – السورية الى الولايات المتحدة الاميركية، وتحديداً رحلة ثلاثة نساء لبنانيات وسوريات هاجرن اواخر القرن التاسع عشر، في محاولة للإضاءة على هواتي النسوة المجهولات اللواتي ناضلن من أجل بناء حياة أفضل لهن ولأسرهن. واستحضار ذكرى النسوة المناضلات في المهاجر من اجل مستقبل أفضل جزء من مسار سبق أن تعرضت له الدكتورة لينا أبيض في اقتباسها المسرحي خلال العام 2018 عن رواية ”طيور ايلول“ للكاتبة الشهيرة إميلي نصر الله والتي روت سيرة القرى اللبنانية مع الهجرة والاحلام بالغد الافضل وبين التعلق بالارض والوطن واحلام الثروة. ويبدو ان ابيض قررت في مسرحيتها الجديدة ”امريكا“ الانتقال الى الولايات المتحدة بالذات واستعادة مشهدية النساء المهاجرات وما تعرضن له من مهانة وعذاب في سبيل تحقيق حلم الثروة. وتروي المسرحية رحلة العديد من النساء من قراهن عبر مينائي بيروت وطرابلس ووصولهن إلى جزيرة إليس في نيويورك المدخل الالزامي لكل مهاجر. وقالت أبيض: ”لم تكن هذه المحطات بسيطة أبدًا، وكل واحدة منها كانت مؤلمة ومعقدة ومليئة بالمغامرات خصوصاً الاختبار الكبير: الفحص الطبي في جزيرة إليس وبعد ذلك ربما تم منحهم الدخول إلى ما يعتقد معظمهم أنه الجنة. السؤال: ما الجنة؟“. وبمجرد وصولهن إلى الولايات المتحدة، عملت هؤلاء النساء في مختلف الاعمال لكن معظمهن ذهبن للتجوال لإعالة أسرهن الفقيرة من اجل بناء حياة جديدة في الارض الجديدة.
لعبت الصداقة التي جمعت بين الاستاذتين كوراي وابيض دوراً في تعزيز التعاون بين كليتي المسرح في الجامعتين والانطلاق نحو المشاركة في ”مهرجان الاصوات“، علماً انها المرة الاولى التي ينتقل فيها فريق من الطالبات اللبنانيات الى نيويورك لتقديم عمل مسرحي وإضافة إلى أدوارهن التمثيلية شاركت الطالبات في إعادة تشكيل المشاهد وكتابتها استناداً إلى الوثائق والقصص التي جمعها الباحثون حول الموجة الأولى من الهجرة. واوضحت ابيض ان هذه القصص اعتمدت كأساس للارتجال الذي ادته الطالبات الممثلات اللواتي عملنا مع المسرحي - البروفيسور إدوارد زيتر – على هذا الامر في موازاة مساهمته في تطوير المسرحية.
هذا العمل الفني الثقافي هو تحية الى المسرحية الكاتبة عفيفة كرم التي نددت مطلع القرن العشرين بزواج الأطفال والاغتصاب والعنف الأسري والنظام الأبوي في مقالاتها وكتبها، وألفت ثلاث روايات - الأولى في سن 23 - تعتبر من أقدم أعمال الرواية العربية. كذلك تحيي المسرحية السيدة ماري عزيز الخوري التي ورثت محل مجوهرات من والدها وأطلقت عليه اسم The Little Shop of T Azeez - الحرف T الذي يرمز إلى Tannous ، اسم والدها طانس الخوري. وتعرف ماري خوري ايضاً بأنها مصممة مجوهرات مشهورة ورائدة أعمال، وافتتحت متجرها في 5th Avenue ، نيويورك الشهير وكانت أيضًا عضوًا في مجلس الأمناء في متحف متروبوليتان للفنون. وايضاً حنة قصباني كوراني التي سافرت الى شيكاغو كممثلة للمرأة السورية في المؤتمر العالمي للنساء الممثلات في العام 1894. هناك، أصبحت كوراني صديقة مقربة لماي رايت سيوول ، أحد رموز تحرير المرأة.
عرضت المسرحية خمس مرات في الفترة الممتدة من 22 إلى 30 نيسان على مسرح Tisch Drama ، وأمام جمهور متحمس.ووصفت نادية مكداشي، مساعدة نائب الرئيس للتطوير في المركز الأكاديمي في الجامعة اللبنانية الأميركية في نيويورك الامر بأنه شكل فرصة رائعة لطلابنا للتعلم من الأفضل والعمل على إلانتاج من السيناريو إلى ألاداء. وقالت: ”لقد كانت المسرحية مؤثرة بشكل نظراً الى الاوضاع الصعبة التي يعاني منها لبنان والهجرة الكثيفة التي ترافق هذا الامر“ واضافت ان التعاون مع جامعة نيويورك ”تجربة إيجابية أظهرت لهم أن هناك عالمًا مليئًا بالأمل. “
واعتبر رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور ميشال معوض ان التعاون مع جامعة نيويورك خير دليل على اهمية التواجد في مدينة نيويورك. وقال ”آمل أن يكون هذا الامر رافداً للمزيد من الجهود على هذا المستوى لأنها تعزز روحنا كجامعة عالمية ذات تفكير تقدمي “. وأضاف: “في خضم هذه الأزمة التاريخية [التي تعصف بلبنان]، فإن الموهبة المطلقة والتفاني الذي أظهره طلابنا يلهمان حقًا - وهو ما يدفعنا إلى المثابرة والتمسك بمعاييرنا التعليمية، أكثر من أبدًا. “