LAU ووزارة السياحة احتفلا بإنضمام لبنان الى “الاتفاقية الجزئية الموسعة للطرق الثقافية”
أفتتحت في الجامعة اللبنانية الاميركية LAU وبرعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلاً بوزير السياحة وليد نصار اعمال “المنتدى الاورو متوسطي للحوار بين الثقافات”، بالتعاون مع وزارة السياحة ووزاراتي الثقافة والزراعة، والمعهد الاوروبي للطرق الثقافية التابع لمجلس أوروبا، و”مؤسسة لويس قرداحي-LAU” وذلك احتفاءً بجملة انجازات ثقافية في مقدمها إنضمام لبنان الى عضوية “الاتفاقية الجزئية الموسعة للطرق الثقافية” ليصبح العضو الـ 35 من خارج الاتحاد الاوروبي الذي ينضم الى الاتفاقية. اضافة الى الاعلان عن إنشاء “اكاديمية الحوار بين الثقافات في لبنان”، وافتتاح متحف “طريق الفينقيين” في جونية، واعلان بلدة بكاسين في قضاء جزين كواحدة من افضل القرى السياحية في العالم ضمن مبادرة منظمة السياحة العالمية، وصولاً الى تدشين “طريق الزيتون” في بلدة بشعلة البترون، وإطلاق “طريق النبيذ” الممتد بين البقاع الغربي وزحلة.
وشارك في افتتاح اعمال المنتدى الى جانب وزير السياحة، كل من وزير الثقافة محمد مرتضى، وزير الزراعة عباس حاج حسن ممثلاً بمدير عام الوزارة لويس لحود، المدير التنفيذي لـ “للاتفاقية الجزئية الموسعة للطرق الثقافية في مجلس اوروبا” الدكتور ستيفانو دومينيوني، رئيس جامعة LAU الدكتور ميشال معوض، مدير “مؤسسة لويس قرداحي-LAU” الدكتور رشيد شمعون، سفير مالطة أندريه بورج وممثلين عن السلك الديبلوماسي ورؤساء البلديات وهيئات نشطة في القطاع السياحي. واستهل الحفل بتقديم لنقيبة الادلاء السياحيين اليسار بعلبكي عن اهمية السياحة في تعزيز الحوار بين الشعوب ومد جسور الحوار لمستقبل افضل.
ورحب رئيس LAU الدكتور ميشال معوض بالمشاركين، معتبراً ان قضية الحوار غاية في الاهمية وخصوصاً في لبنان وهو نتاج مستويات عدة من التلاقي الثقافي والحضاري. وتوجه الى المشاركين بأن ما تقومون به هو امر بالغ الاهمية وذات قيمة مضاعفة على حاضر لبنان ومستقبله، وان من حسن طالع بلادنا ان يكون لنا اصدقاء على الجانب الاخر من المتوسط يعملون للاضاءة على الجانب الثقافي في لبنان. ووجه تحية تقدير الى الاوروبيين على هذه الروحية الملهمة والصداقة والشراكة وتطرق الى اهمية انضمام لبنان الى عضوية “الاتفاقية الجزئية الموسعة للطرق الثقافية”، ورأى في مشاركة الوزارات الثلاث في دعم هذه الخطوة عناصر قوة خصوصاً لجهة الجمع ما بين العمق الاكاديمي والاختصاصي واللوجيستي في موازاة البعد الاوروبي – الدولي لهذا الحدث. بدوره تحدث مدير “مؤسسة لويس قرداحي-LAU” رشيد شمعون عارضاً للدور المحوري الذي تقوم به “المؤسسة” بالتعاون مع وزارة السياحة في اطلاق جملة مشاريع تعزز السياحة الثقافية في لبنان على مستويات عدة، وخص بالشكر الدكتور ميشال معوض على دعمه.
وتطرق وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى في كلمته عن اهمية اطلاق “اكاديمية الحوار” من اجل لبنان حيث يستطيع الفكر البناء ان يبرز الهوية المعرفية للبنان التي اعتبرها لا تتناقض مع الهوية السياسية التي هي انتماء للعروبة الحضارية “مع التشديد على التعدد ضمن الوحدة الذي هو سمة كل حضارة راقية”. ورأى ان الحوار يجب ان يبدأ مع الذات اولاً، وان اي حوار خال من المحبة هو هذر لفظي يؤدي الى هدر الوقت. واعتبر ان الحوار يجب ان يسعى الى حماية الوجود اللبناني من الاخطار التي تحوطه، والازمات التي تكتنف لبنان من الداخل والخارج ولا حصر لها. وحض على عدم حل المشكلات في شكل ارتجالي بالنعرات والعصبيات التي تزيد الانقسامات، وخلص الى ان اللبنانيين قادرين على تجاوز الكثير من العقبات المصطنعة.
وتوجه مدير عام الزراعة لويس لحود بالشكر الى LAU على ما تقوم به وخص بالشكر الرئيس السابق الدكتور جوزف جبرا على ما ابداه من تعاون مع وزارة الزراعة وبرامجها وعاهد الرئيس الجديد الدكتور ميشال معوض على استمرار التعاون. واشاد لحود بالتعاون بين الوزارات المعنية في قطاعات النبيذ وزيت الزيتون والانتاج الريفي اللبناني ولم ينسى التشديد على اهمية حفظ الثروة الحرجية وما تمثله من ابعاد بيئية وسياحية.
ونقل الوزير نصار تحيات رئيس الجمهورية الى المشاركين في المنتدى، واستهل بالكلام عن زيارة قداسة البابا الى لبنان في حزيران المقبل وتكليف نصار رئاسة اللجنة العليا لتنظيم الزيارة معتبراً انها من اكبر المسؤوليات في حياته متمنياً ان تحقق الزيارة الامال المعقودة عليها. واستطرد موضحاً “ان الزيارة ستكون بداية صيف حار سياحياً حيث بلغت الحجوزات اقصاها، في موازاة رزم سياحية صيفية ومهرجانات رغم كل الصعوبات التي يمر بها لبنان”. واوضح نصار ان لبنان هو اول بلد أورو متوسطي في الشرق الاوسط ينضم الى اتفاقية الطرق الثقافية التابعة لمجلس اوروبا. واعرب عن اهتمام الوزارة بالتعاون مع القطاعين العام والخاص وتعيين الدكتور رشيد شمعون مستشاراً لشؤون الاتفاقيات السياحية الدولية. وتحدث وزير السياحة عن خطة عمل تتضمن 9 خطوط استراتيجية تتوافق مع اهداف الامم المتحدة للتنمية المستدامة، وهي: التنسيق والتنظيم الداخلي، الانشطة الخارجية والدولية، تعزيز التراث، ادارة برامج الرحلات وتحديثها، الاستدامة، الجودة والاهتمام بالمسافر، الابحاث، التربية والتعليم حول التراث، والتواصل والنشر. وعرض نصار لاهمية تنشيط الارتباط مع طريق شجرة الزيتون وطريق النبيذ وطريق الفتح الاندلسي على المسار الاموي، وانها كلها امور تنعكس ايجاباً على دعم السياحة وتنشيط الاقتصاد الوطني.
واشار الى اهمية “منتدى الحوار الاورو متوسطي” وتقاطعها مع مبادرة رئيس الجمهورية في 21 ايلول 2017 ودعوته لانشاء “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” خصوصاً ان لبنان قائم على فكرة التعايش والحوار بين الاديان. وقال نصار: “هدفنا الافادة من هذه المبادرة وتجسيد اهدافها من خلال برامج اكاديمية تتبناها جامعة LAU بالتعاون مع وزارتي السياحة والثقافة والوزارات المعنية…”.
وكانت كلمة المدير التنفيذي لـ “للاتفاقية الجزئية الموسعة للطرق الثقافية في مجلس اوروبا” الدكتور ستيفانو دومينيوني الذي اعتبر المنتدى امراً مهماً يظهر التزام لبنان في القطاع السياحي والثقافي ويحدد خياره الاستراتيجي بوضوح على المستوى العالمي. واوضح ان انضمام لبنان الى اتفاقية الطرق الثقافية يجعله عضواً فاعلاً في الاتفاقية ذلك ان كل طريق ثقافي له خصوصيته ومميزاته وهو خلية نحل وشبكة لا تهدأ من العمل والانتاجية في السياحة الثقافية وهذا ما يفترض ان يجذب السياح من انحاء العالم.
والى الندوات التي تتالت في المنتدى عن مواضيع شتى انتقل المشاركون الاجانب الى التعرف على عدد من مواقع الطرق الثقافية، ومنها اثار جبيل، ودير عنايا. وفي برنامج الجمعة افتتاح متحف في جونية وزيارة بعض من محاور “درب الزيتون” في بشعلة وغيرها وبعدها الى جنوب لبنان وتحديداً بلدة بكاسين في قضاء جزين ولاحقاً الى كروم ومصانع النبيذ في البقاع.