LAU احتفلت بتنصيب رئيسها التاسع
ميشال الياس معوض: لن نستسلم للازمة وباقون هنا
احتفلت الجامعة اللبنانية الاميركية LAU بتنصيب رئيسها التاسع الدكتور ميشال الياس معوض في استعادة لتقاليدها العريقة على مدى القرن الفائت في احتفال اقيم في حرم بيروت، الشاهد على اصالة هذا الصرح الاكاديمي الجامعي والذي تخرج منه الالاف من الطالبات والطلاب ممن ساهموا في نهضة لبنان والشرق الاوسط. واكد معوض في كلمة له ان الجامعة اللبنانية الأميركية صمدت طيلة مئة سنة من عمرها أمام الحروب العالمية والأهلية والأزمات الاقتصادية والاضطرابات بجميع أنواعها ولن تستسلم للأزمة الحالية وهي باقية هنا الى مئة عام ثانية. وقال: “الجامعة اللبنانية الأميركية موجودة لتبقى قوية، رائدة، نشطة، مستقبلية، وملتزمة تجاه لبنان وشعبه وتجاه المنطقة على الرغم من رياح التغيير القوية. وكذلك ستبقى وفية لإرثها لا سيما المساواة بين الجنسين، وهي فخورة بماضيها”.
وتقدم الحضور في الحفل المهيب كل من وزير التربية الوطنية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، ممثلة وزير الصحة الدكتورة منى عثمان، نواب حاليين وسابقين، محافظ بيروت مروان عبود، رئيس جامعة LAU السابق الدكتور جوزف جبرا، رؤساء الجامعات الخاصة أو ممثلين عنهم، سفراء وديبلوماسيين، نقباء المهن الحرة، ممثلين عن المراكز الطبية الجامعية والمستشفيات واعلاميين ورواد عمل وصناعة، الى اعضاء مجلس امناء جامعة LAU ونواب الرئيس والاساتذة وخريجين وخريجات وموظفين وطلاب وطالبات. واستهل الحفل الذي قدمته الاعلامية وخريجة الجامعة ريما مكتبي بالنشيد الوطني اللبناني وتلاه نشيد الجامعة، وصلاة للدكتور جوني عواد ممثلاً رئيس سينودس الكنيسة المشيخية في لبنان وسوريا القس جوزيف كساب.
فيليب ستولزفز
والقى رئيس مجلس امناء الجامعة فيليب ستولزفز كلمة عن فخر المجلس باختيار “ميشال معوض الطبيب المشهور عالميًا، والمعلم البارع الذي يجسد قيم جامعتنا ورسالتها”. واضاف: “معوض كان رئيسنا منذ 18 شهرًا، لكن الظروف وجائحة كوفيد-19 منعتنا من الاحتفال برئاسته بالطريقة الصحيحة، لهذا السبب يجب أن نعتبر هذه الليلة تدشينًا وتأكيدًا لما تم تحقيقه في ظل قيادته منذ بداية ولايته”. واعتبر “اننا نعيش في زمن لا يسمح لنا بالاحتفال حيث تخوض عائلة LAU مثل كثيرين في لبنان صراعًا كبيرًا في مواجهة الخيارات القاتمة والمؤلمة التي تمثلت في الهجرة غير المسبوقة، واستنزاف المواهب التي تهدد الإرث المزدوج الذي يمتاز به لبنان في التعليم العالي والرعاية الصحية والتي بمجرد ضياعها فلن يتم استردادها أبدًا”.
واستعرض ستولزفز ما أنجزته LAU في مواجهة الازمة وتحت قيادة معوض، وما قدمته من تضحيات خصوصاً لجهة تمويل المساعدات المالية للطلاب. واشار الى بقاء الاساتذة ومتابعتهم مهام التدريس والابحاث، وكذلك الاطباء والممرضات والموظفين الى جانب الطلاب الذين ازدادت اعدادهم. وقال: “لا توجد مؤسسة تعمل من أجل لبنان أكثر من الجامعة اللبنانية الأميركية وعلينا فعل المزيد”. وتوجه الى الرئيس معوض قائلاً: “نمت قناعتنا بأننا سننتصر مع الدليل الواضح على الالتزام والإيمان اللذين تظهرهما في أفعالك اليومية”.
الدكتورة ميرفت السباعي
وتحدثت الدكتورة ميرفت السباعي رئيسة مجلس الاساتذة في الجامعة في كلمتها عن أهمية الجامعات والحاجة إلى ترسيخ مكانة الاساتذة. ورأت ان الاجيال الجديدة تمثل الأمل في الحفاظ على المجتمع الديمقراطي وتعزيز ثقافة متنوعة ومتساوية وهذا ما يدخل في صلب التزام مؤسسي الجامعة اللبنانية الأميركية لجهة دعم الفرد الكامل الذي يسعى للمعرفة والتعلم. واشارت الى ان الرئيس الجديد يقدّر المجتمع الديمقراطي وقيمة الإنسان وكرامته وقدرته الفكرية والإبداعية في مواجهة تحديات غير مسبوقة. ووصفت معوض بأنه شخص تجاوز أي غرور من خلال حياته المهنية المتميزة اضافة الى ما عرف عنه من تواضع، وأنه فاعل خير ومستعد دائمًا لمد يد العون وفتح منزله وقلبه للجميع. كما عرف كيف يحول المشقة إلى فرصة من خلال نشر رسالة LAU وتوسيع نطاق اختصاصها وتصدير خبراتها.
الكسندر معلوف
واعرب رئيس الهيئة الطالبية في الجامعة الكسندر معلوف عن قناعاته النابعة من انتمائه الى جامعة LAU، ورأى ان الرئيس السابق للجامعة جوزف جبرا بنى إرثًا واساسًا قوياً والرئيس معوض سيبني على هذه الأساس ويقود الجامعة إلى مستقبل واعد ومثمر. ونقل عن معوض قوله، انه لا يجوز لأي طالب مغادرة الجامعة مهما كانت الظروف. وخلص الى ان معوض وعد وحقق ذلك.
ميريم صفير
بدورها القت مديرة “المعهد العربي للمرأة AIW) (” ميريم صفير كلمة تحت عنوان “جذور التعليم” عرضت فيها لجذور الجامعة في العام 1835 من مدرسة للبنات على يد المبشرين المشيخيين وكيف استقطبت الطالبات من جميع أنحاء المنطقة العربية. واشادت بالرائدات اللاتي عملن بلا كلل في الكلية وكانوا على رأسها، وهن رئيسات في الجامعة اللبنانية الأميركية، قبل وقت طويل من بعض المؤسسات التعليمية الرائدة في أوروبا وأمريكا الشمالية، وشرحت كيف يعمل المعهد حالياً على تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا.
صلاح خليل
والقى المستشار الاكاديمي الرائد في المجال الاجتماعي صلاح خليل كلمة وجه خلالها التحية الى الجامعة ورئيسها الجديد واستعرض المهام المنوطة بالجامعات والدور المركزي الذي تنهض به LAU على مستوى التعليم في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، خصوصاً في ظل رئاسة الدكتور معوض الذي برأي خليل يستطيع تحقيق الكثير بسبب شخصيته وثقافته الواسعة وانجازاته العلمية والطبية والاكاديمية ورؤيته لتفاعل الجامعة مع المجتمع ومدى تأثيرها في محيطها. وكانت مداخلة موسيقية على البيانو للدكتور انطوان كرم.
الدكتور جوزف عون
واشاد رئيس جامعة نورث إيسترن الاميركية الدكتور جوزف عون بالرئيس الجديد معتبراً بأنه صاحب رؤية وانجازات مميزة وان الجامعة ستنهض في ظل رئاسته الى مستقبل باهر. وشدد على اهمية الجامعات في تقديم الحلول وخلق الفرص للتعامل مع المشكلات التي تواجه المجتمع الانساني. وعرض لظاهرة “نهضة الذكاء الاصطناعي” واهمية الدمج والتفاعل ما بين الذكاء الانساني وتقنيات الديجيتال (الرقمية) والتعليم الجامعي المستدام. وخلص الى اهمية ثروة لبنان وقوته المتمثلة في الانسان اللبناني والتعددية والعالمية التي تميزه، وان الجامعات مثل LAU هي مؤسسات تعمل منذ اجيال ومن خلال التعليم والابتكار والانجازات الاكاديمية على اعداد “قادة الغد” وتقديم الحلول للمشكلات الكثيرة وفتح مراكزها الطبية والصحية وتلك المختصة بالابحاث والتعليم العالي. وقال: “لدى الجامعة اللبنانية الاميركية الرئيس الصحيح في الوقت المناسب والصعب لكي تستمر في خدمة المجتمع والانسان وبناء لبنان الغد، والدكتور ميشال معوض هو قائد موثوق ولبنان يحتاج الى قادة ابطال”.
تقليد الميدالية والختم
بعدها قام رئيس مجلس الامناء فيليب ستولزفز بتقليد الرئيس الجديد ميشال الياس معوض ميدالية وختم الجامعة اللبنانية الاميركية LAU كما درجت التقاليد منذ عشرات السنين، ليعتلي المنبر بعدها معوض لالقاء كلمته.
الرئيس ميشال الياس معوض
استهل معوض كلمته موجهاً التحية الى زوجته الدكتورة جانين معوض على وقوفها الى جانبه “في السراء والضراء” واولاده ريا وكريم ورجا وشقيقاته واشقائه الذين قال انهم ربوه بعد فقدان والده في سن مبكرة وعلموه المعنى الحقيقي للحب الأخوي. واعتبر ان الجامعة اللبنانية الأميركية فخورة بالاحتفال للتأكيد على الاستمرارية والتجدد، وهي مؤسسة أميركية ذات قلب لبناني وهي منارة للتعليم الليبرالي والتميز المهني والالتزام بأرقى قيم المساواة والعدالة الاجتماعية والتنوع والتسامح والمساواة بين الجنسين على مدى قرن من الزمن، وان هذه القيم تشكل الاساس المتين للقرن الثاني من عمرها.
واعرب معوض بصفته الرئيس التاسع للجامعة عن شعوره بالتواضع الشديد بسبب هذه المسؤولية الهائلة التي تسلمها في الاول من تشرين الاول 2020. واضاف قائلاً: ” يزداد شعوري بالمسؤولية والتواضع عندما أتذكر إرث ثمانية رجال ونساء رائعين (ويقصد الرؤساء والرئيسات السابقين). لقد كانوا جميعًا عظماء ليس فقط بسبب ما فعلوه، ولكن أيضًا بحكم من كانوا وماذا كانوا”. ووصف فترة رئاسته منذ تشرين الاول 2020 حتى الآن “بالممارسة الطويلة في إدارة الأزمات”. وقال: “جميعنا على دراية بالمكونات متعددة الأوجه لهذه الأزمة: الانهيار الاقتصادي بنسب قياسية، والانهيار التام للعملة المحلية، وأسعار الصرف المتعددة والفوضوية، والوباء الذي غير اوجه الحياة وفرض قواعد اجتماعية جديدة، وصولاً الى الاستنزاف المؤلم في أعضاء هيئة التدريس والموظفين والأطباء، والتكلفة المتصاعدة بالدولار الجديد مقابل اقساط لا قيمة لها بالعملة اللبنانية”. واضاف: “هذه بعض الامور التي تشغلني وتشكل الخبز اليومي الذي أشاركه مع زملائي. لقد تغيرت حياتنا وهي الآن تدور حول حل الأزمات المتكررة وإيجاد حلول مبتكرة لها”.
وشدد الرئيس الجديد على عناوين رئيسية ستشكل مستقبل الجامعة اللبنانية الاميركية، اولاها ان تكون الجامعة وفية لماضيها، وأن تتحول إلى مؤسسة مكتفية ذاتيًا وفعالة وذكية في مواجهة الواقع القاسي والوضع الاقتصادي والجيوسياسي الحالي. وحض على التكيف مع التغييرات رغم انها ستكون مؤلمة لكنها ضرورية وفي الوقت المناسب. وقال: “لقد جعلتنا هذه الأزمة جامعة أفضل”. ورأى ان مناهج التعليم الجامعي يجب ان تتطور “من الصوامع الصارمة المحددة بدقة للتخصصات الكلاسيكية نحو غرس المهارات العامة متعددة التخصصات”. واعتبر ان التفكير النقدي الشامل الذي يُعرَّف بأنه القدرة على التفكير المستقل يحتل سلم الاولويات. وقال: “ان جزءاً من التزامنا إعادة اختراع الجامعة اللبنانية الأميركية في قرنها الثاني هو خلق بيئة تعليمية لطلابنا يكتسبون فيها مهارات تتيح لهم التدرب باستمرار على صقل المهارات واعادة ذلك كجزء من إعادة ابتكار أنفسهم للبقاء في الطليعة”. واضاف معوض: “من الآن فصاعدًا، سيكون توقيعنا هو أحدث البرامج التي ستحول الجامعة إلى مجتمع من المتعلمين مدى الحياة؛ مجتمع ينتج قوى عاملة قادرة على مواجهة المستقبل ومستعدة للانخراط بنجاح في مكان العمل في المستقبل بمهارات في تخصصات جديدة مثل: الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، وعلوم البيانات، والروبوتات، والطاقة المتجددة، والواقع الافتراضي والمعزز، وغيرها من التقنيات الناشئة”. وتحدث عن تعاون الجامعة الوثيق مع الصناعات والشركات لخلق فرص للتعلم التجريبي داخل الحرم الجامعي.
ورأى ان الجامعة ستبقى مركزًا للابتكار والتميز وثقافة خدمة مجتمعها ومعقلًا لتعليم الفنون الحرة، ودعامة أساسية للتعليم المهني على النمط الأميركي، وموردًا رائدًا للبنان في سعيه لتحقيق الشفاء. واكد الالتزام بتقديم تعليم ذات جودة عالية ورعاية صحية ميسورة التكلفة بشكل مستدام بدافع من الدعم القوي من جميع دوائرنا وبقيادة مجلس ألامناء. وتوجه بالشكر الى أعضاء هيئة التدريس والموظفين والخريجين والمانحين والطلاب وأولياء الأمور والشركاء الدوليين على دعمهم في مواجهة التحديات العديدة.
وحدد معوض جملة تحديات تعهد بمواجهتها خلال فترة ولايته، اهمها إصلاح المناهج الدراسية لتعكس الوجه الجديد للعالم والمستقبل، على ان تكون برامج مميزة تتناول أهداف التنمية المستدامة الرئيسية التي حددتها الأمم المتحدة. وعرض لاهمية وقف تناقص أعضاء هيئة التدريس والأطباء والموظفين والتأكد من الحفاظ على مجموعة المواهب المستدامة التي يستحقها الطلاب والمرضى. وشدد على الحاجة الماسة الى ضمان استدامة نموذج أعمال الجامعة وقدرته على دعم توسعها المستقبلي والنمو المخطط والمشاريع الجديدة. ورأى اهمية وجود مصادر دخل بديلة من خلال جمع التبرعات، والشراكة مع الصناعة، والخدمات مقابل الرسوم والمنح وبراءات الاختراع وأرباح الملكية الفكرية اضافة الى توسيع نطاق وجود الجامعة اللبنانية الأميركية خارج لبنان. وعرض لاهمية تطوير قدرة بحثية واسعة وموارد لها وان على الجامعات تخصيص جزء من ميزانيتها للتمويل الأولي للمشاريع البحثية.
وختم معوض بأن الجامعة اللبنانية الأميركية تدخل قرنها الثاني بنفس القلب الكبير، ولكن بعقل جديد مهيأ لمواجهة التحديات الناشئة بهدف واحد هو جعل الحياة أفضل للآخرين.