مختبرات LAU تتلقى دعماً من منظمة الصحة العالمية لمواجهة متحورات كوفيد-19 وتتبعها جينياً
اظهرت دراسة علمية قامت بها الباحثة في علم الجينات الميكروبي في كلية الاداب والعلوم الدكتورة سيما طوكاجيان في الجامعة اللبنانية الاميركية LAU ان متحور دلتا دخل الى لبنان بين اخر اسبوع من شهر ايار الفائت و والاسبوع الاول من حزيران 2021. واكدت الدراسة على جينات SARS-CoV-2 ان متحور دلتا قد استحوذ واحتل مكان متحور آلفا في لبنان خلال مدة زمنية قدرها ستة اسابيع. واعتبرت طوكاجيان “ان من تلقوا اللقاح هم اقل عرضة للاصابة بكوفيد-19 وعلاجهم لا يحتاج الى عناء كبير”.
واستندت الدراسة التي اعدتها طوكاجيان الى تتبع وتشخيص اكثر من 200 جينة في مختبرات علم الامراض في كلية الاداب والعلوم في LAU حيث جرى العمل على استخراج هذه الجينات من عينات SARS-CoV-2 ايجابية بهدف تحديد طبيعة موقعها، نماذجها، جنسها، منشأها وعمرها. وعمل خريج LAU وتلميذ الماجيستير جورج مرهي اضافة الى الطالب جاد كويس على المساعدة في هذا البحث المهم. وقالت طوكاجيان، انه امكن تتبع متحور آلفا حتى الاسابيع الاولى من شهر ايار 2021، لكن فجأة اخذ متحور دلتا بالظهور وبشكل سريع. وبرأيها ان هذا الامر يحمل مؤشرات كثيرة على قدرة متحور دلتا على الانتقال والانتشار. واضافت: “انه ومع حلول شهر كانون الثاني 2021 كانت هناك الكثير من المؤشرات على وجود العديد من متحورات كوفيد-19 المنتشرة في ارجاء لبنان، وفي شهر شباط 2021 كانت هناك اربع متحورات، اكثرها انتشاراً هو متحور آلفا الذي شكل 97 في المئة من العينات التي تم جمعها، ولكن مع حلول شهري حزيران وتموز 2021 تغير الامر واصبحت كل العينات المجموعة تنتمي الى متحور دلتا”.
يشار الى ان منظمة الصحة العالمية (WHO) تعتبر مختبرات الجامعة اللبنانية الاميركية LAU مرجعاً لتحديد متحورات كوفيد-19 في لبنان، وقدمت المنظمة في هذا الاطار منحة الى الدكتورة طوكاجيان لتأمين ما تحتاجه لاستمرار عملية التتبع والابحاث الجينية عالمياً. واضافة الى ما تقدم، فان مختبرات جامعة LAU تتعاون مع وزارة الصحة اللبنانية ومستشفى رفيق الحريري الجامعي على مشروع تتبع واسع النطاق لجينات SARS-CoV-2 المكتشفة وتوزعها الجغرافي بين سكان لبنان. ويساعد هذا المشروع الاطباء الاختصاصيين على تحديد آليات انتشار الجائحة وانتقال العدوى داخل لبنان ما يساعد على تعزيز وسائل العزل والتباعد الاجتماعي للوقاية من كوفيد-19. وتتم مشاركة هذه المعلومات عن السلالات المكتشفة في لبنان مع “المبادرة العالمية لمشاركة جميع بيانات الإنفلونزا (GISAID) ” التي تستضيفها المانيا الاتحادية بهدف تبادل المعلومات عالمياً عن اسباب الفيروسات المسببة لـ كوفيد-19. واوضحت طوكاجيان ان مؤسسات الابحاث المعنية بتتبع الجائحة والمتحورات الناجمة عنها تحتاج الى تقاسم المعلومات والنتائج التي تتوصل اليها من خلال (GISAID) وهذا ما يتيح للرأي العام والمهتمين معرفة ما يجري في لبنان وغيره من الدول على صعيد كوفيد-19 . وبرأيها ان هذا الامر هو من اهم ما اسفرت عنه الجائحة من امور ايجابية لجهة تعزيز هذا التعاون العلمي الواسع النطاق بين الدول والتبادل الحر للمعلومات العلمية.
وشددت طوكاجيان على اهمية الوعي الدائم لخطر التعرض للاصابة بكوفيد-19 والتزام شروط الحماية واهمها ارتداء القناع الواقي، والتزام التباعد الاجتماعي والتأكد من توفر التهوئة اللازمة في الاماكن المغلقة. وقالت: “صحيح ان اللقاح المضاد فعال لمواجهة كوفيد-19 إلا انه لا يؤمن الحماية الكاملة من متحور دلتا، لكن رغم ذلك فان من تلقوا اللقاح هم اقل عرضة للاصابة بكوفيد-19 وعلاجهم لا يحتاج الى عناء كبير”.