ندوة كلية الهندسة في LAU ومصلحة الليطاني لعرض تقنية جديدة لمعالجة مياه الصرف الصحي الصناعية
عقدت كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية الاميركية LAU بالتعاون مع مصلحة الليطاني LRA ومشاركة نخبة من الخبراء اللبنانيين والاميركيين، اضافة الى مجموعة من الصناعيين العاملين في منطقة حوض نهر الليطاني الاعلى في سهل البقاع، وبدعم من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية (USAID) ندوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لعرض تقنية “معالجة مياه الصرف الصحي الصناعية عبر الهضم اللاهوائي في حوض الليطاني”، وناقش المنتدون سبل معالجة مشكلة التلوث الصناعي الذي يصيب الليطاني بواسطة هذه التقنية الحديثة وغير المكلفة، لا سيما في ضوء الاضرار الفادحة التي اصابت النهر ومحيطه وكان أخرها ما جرى في بحيرة القرعون. كما وعرضت الندوة الية التعاون بين الجامعة والمصلحة اللذان تجمعها مذكرة تفاهم مشتركة بهدف البحث عن التقنيات الحديثة الممكنة في مجال معالجة التلوث. ومن عناوين الندوة ايضاً مناقشة هذه التقنية ودعوة الصناعيين الى تبنيها والرد على تساؤلاتهم واستيضاحاتهم.
واستهلت الندوة بتقديم لمدير المشروع الدكتور محمود وزني استاذ الهندسة البيئية والمدنية في LAU، الذي تمنى ان تشكل هذه الندوة خطوة متقدمة نحو معالجة مشكلة التلوث في الليطاني. وتلته عميدة كلية الهندسة في LAU الدكتورة لينا كرم، التي شكرت USAID على دعمها لهذا المشروع الحيوي في الهندسة البيئية والذي يخدم مسار مشاريع التنمية المستدامة في المجتمع اللبناني. وتطرقت كرم في كلمتها ايضاً الى نوعية المياه في لبنان والتي اعتبرت ان علامات استفهام كثيرة ترتسم حولها، خصوصاً ان العديد من اللبنانيين لا يستطيعون الحصول على هذه المادة الحيوية(المياه النظيفة).
بدوره تحدث المدير العام ورئيس مجلس ادارة مصلحة الليطاني الدكتور سامي علوية، مشيداً بالتعاون مع الشركاء المحليين والعالميين وفي مقدمهم الجامعة اللبنانية الاميركية من اجل إيجاد حل لمشكلة التلوث، ووصف الوضع في الليطاني “بأننا امام مشكلة كبيرة نتيجة التدفقات السامة على مجرى النهر وهذا ما يستدعي عملاً سريعاً وجهوداً كبيرة لمعالجته”. وقال ان المصلحة الزّمت مئات المصانع بالعمل وفق المعايير البيئية لكن 90 منها فقط قامت بتنفيذ تعهداتها. واستعرض اشكالية المعالجة نتيجة القرارات الصادرة عن القضاء والحالات (المصانع والمؤسسات) التي لم تلتزم وهذا ما يؤكد برأيه على الحاجة الى وجهة نظر موحدة حول آلية معالجة مياه الصرف الصحي الناجمة عن المصانع خصوصاً ان احداً لا يعرف ما هي الطريقة الافضل للتعامل مع الحالات المختلفة وكل مصنع او مؤسسة له وضعه الخاص وكذلك نتيجة المعالجة المتبعة.
وكانت محاضرتان للدكتور وزني عن قيام طلاب الجامعة وخبراء المصلحة بجمع عينات من مصانع اجبان والبان وتوضيب فروج وانتاج المعلبات الغذائية في حوض الليطاني الشمالي والنتائج التي توصل اليها فريقه، وتطرق تفصيلاً الى تقنيات المعالجة البيولوجية العلمية للصرف الصناعي. ومن ابرز عناوين هذه التقنية هي المعالجة عبر التحليل/الهضم اللاهوائي الذي ينتج غاز الميتان الذي يمكن استعماله في توليد الطاقة الذاتية لمحطة التكرير، وهذه تقنية موجودة ومعروفة.
كذلك تحدث الدكتور مصطفى حرب من كلية الهندسة في LAU عن تقنية المعالجة اللاهوائية، وعرض لتعاونه مع الدكتور هالوك بينيال من جامعة واشنطن الحكومية عن تطوير المعالجة اللاهوائية للميكروبات من خلال التخصيب البيولوجي-الكهربائي-الكيميائي. وناقش المشاركون في الندوة اهمية التحليل اللاهوائي في انتاج الغاز البيولوجي اضافة الى اهميته في التحلل البيولوجي للنفايات العضوية التي لا يستخدم فيها الوقود الاحفوري ما يؤدي الى توفير ممكن في الطاقة، وانتاج طاقة مولدة بديلة. كما عرضت خيارات معالجة عدة يمكن تطبيقها او اعتمادها في مقاربة النفايات الصناعية المنتجة في الحوض الاعلى لليطاني.
واوضح الدكتور وزني ان فريق العمل اهتم وبعد الانتهاء من جمع عينات الصرف الصحي من المصانع الغذائية بتحليل المواد العضوية، مع الاخذ في الاعتبار ان المعالجة اللاهوائية تنتج مواد تستخدم في توليد الطاقة، فكان ان انصب عمل البحاثة في فريق العمل على مدى فاعلية هذا العلاج سواء على مستوى كل مصنع على حدة او المصانع جميعاً لاستبيان مدى امكانية جمعها معاً وفق اساليب Mono digestion و Co. digestion وقال: “توصلنا الى تحسين نوعية المنتج وانجزنا المرحلة الاولى من الابحاث وسننشرها علمياً، اما المرحلة الثانية فسنخصصها لتحسين طريقة المعالجة قدماً بالتعاون مع جامعة واشنطن الحكومية من خلال استخدام تقنية التخصيب البكتيري بالطريقة الكيميائية الممولة من USAID.
واكد وزني ان فريق العمل يتابع مسار الابحاث رغم التحديات والمعوقات الكثيرة وخصوصاً الازمة الاقتصادية الضاغطة في لبنان، لكن الاهم برأيه ان طريقة الهضم اللاهوائي توفر الطاقة التي تحتاجها المصانع العاملة في حوض الليطاني. وشدد على اهمية الحوار مع كل الاطراف المعنية بملف الليطاني وما يمثله على المستوى الوطني. واشار الى دعوة 80 مصنعاً في حوض الليطاني للمشاركة في النقاش الى جانب مصلحة الليطاني المعنية بشكل اساسي بالملف والوكالة الاميركية للتنمية الدولية USAID وجمعية الصناعيين اللبنانيين.
تبقى الاشارة الى ان هذه الانشطة البحثية – العلمية تندرج في سياق تنفيذ بنود اتفاقية التعاون ما بين جامعة LAUومصلحة الليطاني بتمويل من “الوكالة الاميركية للتنمية الدولية” USAID، وبالتعاون مع خبراء من جامعة واشنطن Washington State University - قسم الهندسة البيولوجية والكيميائية للتعاون على إيجاد حل لمشكلة المياه الملوثة التي تصب في حوض الليطاني وبذلك تكون الجامعة اللبنانية الاميركية سباقة الى مبادرة بيئية – وطنية بهذا الحجم.